03-03-2014 10:07 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
بمناسبة قرب اصدار قرار من الحكومه بمنع المقاهي والكوفي شوبات من تقديم الأرجيله وذلك بناء على طلب وزارة الصحه الأردنيه وبتعليمات من منظمة الصحه العالميه ، علما ان قرار صدر من الحكومه منذ زمن بمنع التدخين في الأماكن العامه ، وقد تم تحديد هذه الأماكن التي يمنع فيها التدخين ويجرم كل من يخالف هذا القانون الذي يحافظ على صحة المواطن . وبهذه المناسبه التي تثير المدخنين والمدخنات والذين يتعاطون الأرجيله وأخص منهم ، الذين ادمنوا على هذه العادات المضره بالصحه والمسرفه في المال ، لاسيما ان شعبنا الأردني يشكوا من ضعف في الدخل وأن نسبة 70% من الأردنيين يعيشون تحت خط الفقر ، وأن الحكومه سترفع الضريبه على كل ما يتعلق بالدخان والأرجيله بحيث يصل باكيت الدخان 3 دنانير وهناك اسعار متفاوته حسب اصناف الماركات .
لذلك اود ان اسوق الى كل الإخوه والأخوات من المدخنين تجربتي مع الرفيق( ابليس) حيث تعلمت الدخان بسبب توفره في البيت ، حيث كان الوالد يزرعه وذلك لينتج له مونه الدخان طيلة العام وكنت ادخن ( الهيشي) والبكيتات مع بعض منذ كان عمري 10سنوات حيث كان دخان البكيتات لا يشبع رغبتي الجامحه في التدخين .
كنت ادخن في كل يوم 2 بكيت دخان من ماركة فيلادلفيا ، حيث كان هذا النوع من الدخان ثقيل نوعا ما ، الا أني كنت احتفظ كذلك بكيس فيه دخان هيشي ( سقط) وكنت الفه بورق ( التومان ) وبقيت على هذه الحاله سنين عديده ، وقد كان الدخان كثيرًاً مايسبب لي الإحراج وخاصه ايام الدراسه في المدرسه ، كما ان طيلة الفتره التي كنت امارس فيها التدخين امتنع عن التدخين امام الولدين والأخوه الكبار وذلك توقيراً لهم ، اما التدخين في المدرسه فكنت اتجنب المعلمين وحريصا جداً ان لا يعرفون اني مدخن ، وكثيرا ما تعرضت للضرب من قبل مدير المدرسه عند التفتيش المفاجىء للطلاب عن الدخان ، وكان يسألني مدير المدرسه عندما امد يدي له لعقابي على التدخين ، ولك ايدك اليمين صفراء من الدخان لماذا ايدك اليسار صفراء كذلك ؟ اقول له : لمّا ادخن بريح من ايد لأيد ، فيزيد العقاب ويقول اقلب اديك على القفى وينزل بهما ضربًا حتى تنتفخ الأصابع وتصبح كحبة الفراوله .
وكثير ما كان يطلب مني احضار ولي الأمر لكن كنت امتنع عن ذلك حيث كان والدي عليه رحمة الله تعالى متوفي ولا استطيع احضار إخي الذي يكبرني بسنتين ، كنت اهابه ولا استطيع ان ابلغه ما يحصل معي في المدرسه اغيب يومين عن المدرسه ثم اعود بعد ان عرف مدير المدرسه ان والدي متوفي فيعرض عن هذا الطلب ويكتفي بعقابي بالضرب والشلوتات والرفش ، لست وحدي في المدرسه وإنما العشرات من الطلااب كانو يعانون من الدخان كما اعاني ، وقد حصل معي وانا في الصف الثالث الإعدادي وانا ذاهب في الصباح الى مدرسة السلط الثانويه وكنت قد شعلت سيجاره وبعد دقيقه وإذ بمدير المدرسه يمر من نفس الشارع الوحيد وقد وضعت السيجاره في جيبي وناداني وصبح علي بالخير وقال لي ووضع يده بيدي وأخذ يسألني عن اداء المعلمين وخاصه معلم اللغه الإنجليزيه ، كان يكلمني والسيجاره في جيبي وكان يمسك في يدي الأخرى ، ويبدو ان السيجاره اصبحت في نهايتها وشممت رائحة حريق في جيبي عندها فكرت بالهرب وترك المدير لوحده فجأه لكن هذا قرار صعب ، كان الخوف العميق والتعرق يغمرني ، لكن رحمة الله وفرجه قد هلت وإذ بمعلم التاريخ ينزل من درج بيته ونتلاقى معه ويترك المدير يدي ويسير بصحبة معلم التاريخ ، ودخلت في دكان تحت بيت معلم التاريخ وأخرجت يدي من جيبي وهي هذه المره حمراء وليست صفراء من النار التي احرقت بطانة جيب البنطال وأصابعي وصببت عليهما الماء وقد عدت الى البيت وابدلت البنطال وأكملت مسيري الى المدرسه ودون ان يعلم بقصتي الاّ صاحب الدكان ، هذه نادره من النوادر والإحراجات التي كان سببها التدخين واسوق للقارىء نادره أخرى .
ففي يوم من ايام الدراسه دخل معلم الإنجليزي الصف وكنت اجلس عند باب الغرفه واثناء دخوله الى الصف اشتم رائحة الدخان من الجهه التي اجلس فيها ، امرني بالوقوف وفتشني وإذ ببقايا الدخان في قاع جيبي ثم قال ماهذا ؟ فلم ارد عليه ثم كرر علي السؤال فقلت له هذا قشر فستق كنت آكله ، بعدها ضحك الطلاب وضحك معهم ثم لطمني كفاً وقال لي هذا دخان قلت له مش دخان وانا ابكي ثم عدت الى مقعدي في الصف ، وبعد ثلاثة ايام دخل على الصف وعلى غير عادته طلب من الطلاب جميعا الوقوف وأخذ يفتش على الدخان في المقعد والجيب وقد بدأ من الجهه التي اجلس فيها فتش اول مقعد والثاني ثم توقف حيث لم يجد شيئاً وقد قال : من معه دخان يخرجه عندها عرفت انه يقصدني دون احد غيري ، وقد انتهزت فرصة كلامه مع أحد الطلاب فأخرجت بكيت الدخان الذي كنت احمله في جيبي ووضعته في جيب جكيت من هو امامي دون أن يشعر زميلي الطالب وقد تم تفتيشه من قبل ، كرر السؤال على الطلاب وعينه تقصدني ، فلم انبس ببنت كلمه ولم اتحرك من مقعدي ، لكنه لن يصبر طويلاً فعدى علي كالذئب ، وأمرني بالوقوف وأن اضع يداي على رأسي ، وفتش كل جيوبي وفتح حقيبة الكتب وفتشها فلم يجد دخان لكنه عثر على آثار بواقي دخان وخجل ان يسألني حتى لا يضحك الطلاب على جوابي له .
كان جسمي مثل الحديد لم اجبن ولم يمسني الرعب وتركني هذه المره دون لطمة كف ، وبقيت علبة الدخان في جيب زميلي كما ذكرت دون ان يعلم لم استردها خوفا من ان يعدي علي مره ثانيه حيث قدرت انه سوف يعود في نهاية الحصه ويفتشني عندها كما يقولون : ( امسك القط وخذ باجه) انتهت الحصه وعاد وفتشني فلم يجد شيئاً لكنه امسك اذني اليسار وفركها بيده وكاد ان يقطعها لكن صبرت وقلت في نفسي فركة اذن أهون علي من أن يسلمني الى مدير المدرسه والذي كان لا يرحم ، خرج المعلم من الصف وبعد دقيقتين عاد وفتشني للمره الثالثه لكنه فشل فشلاً ذريعا ، ثم قال لي الله سلمك مني ومن العقاب الذي كنت ستلقاء لو ضبطتك تحمل الدخان ، بعد ذلك نظرت اليه نظرة مسكين مستسلم خوفاً من أن يكون متسلطاً وخصماً لا قدرة لي على أن أكون له نداً في المدرسه وهو يدرسني اللغه الإنجليزيه ، ومسكت يده وبوستها ورجوته أن يتركني بحالي ولا يحقد علي ، أو اكون صيداً له وتحت المراقبه في المستقبل ، وعلى اثر ذلك اصبحت انا والمعلم اصحاباً ، وناداني في الفسحه وطلب مني ان اسامحه وأن اكون له صديق ، وفعلا اصبحنا اصدقاء تصوروا ان معلم يدعو طالباً عنده في البيت الى عشاء في ذلك الوقت وإبنه البكر يصغرني بسنتين!! لكني لم البِّ الدعوه وفي لقاء معه وبعد أن أَمِنت جانبه كشفت له كيف نجوت منه وضحك كثيراً وبقي صديقا الى ان سافر الى دولة الكويت مغترباً وكنت ابعث له الرسائل الى الكويت ويرد على رسائلي إلى أن انقطعت اخباره عني ولم اعرف سبب ذلك الإنقطاع .
ونادره أخرى عزيزي القارىء : تصور اخي القارىء انني في امتحان التوجيهي وانا جالس على مقعد الإمتحان في مدرسة السلط الثانويه طلبت من المراقب ان يسمح لي بالتدخين مره واحده ، حيث كنت في حاله صعبه مرت علي في اثناء الإمتحان ، قال المراقب حين أحس بالضيق الذي اصابني : دخن وعلى مسؤليتك واعتبرني مش شايفك ، دخنت ومن سرعتي في التدخين اصابتني كحه قويه وجلب المراقب لي الماء وبعدها صح وضعي وأكملت الإمتحان . هذا غيض من فيض مما سببه الدخان الملعون من احراجات شديده ، وبعد أن اكملت امتحان التوجيهي بسنتين اصابني في حلقي حساسيه سببها كثرة التدخين ، وعلى اثرها صرت اكح ، عندها توصلت الى قناعه مع نفسي بأن آخذ قراراً بترك الدخان ، وفعلاً وحتى اقطع الشك باليقين توجهت الى القبله ورفعت يداي الى السماء وقلت :( يارب السماوات والأرض ، يحرم علي الدخان كما يحرم علي المحرمات ، والله الذي لااله الا هو لن ادخن بعد هذه اللحظات ) وسألت الله تعالى أن يكون لي نصيراً ومعيناً على هذه الخطوه والتي من الصعوبة بمكان تنفيذها ، وكنت على يقين انها صعبه جداً ، لكن الحمد لله بقيت على هذا اليمين وحافظت على حرمته رغم تعرضي لضغوط نفسيه هائله ومروعه في كل لحظه وفي كل ساعه ، وتركت الدخان منذ 40 عاماً بدون رجعه والى يومنا هذا ولله الحمد والثناء الذي هداني لهذه الخطوه الصعبه حتى اصبحت اكره رائحة الدخان وأعتبرها من المقززات ، وأمنع من يدخل بيتي من التدخين اذا لم يكن غريبا بعد الإعتذار منه ، وفي المكتب والسياره كذلك ، ومن خلال هذه المقاله ومن على هذا المنبر الموقر موقع البلقاء نت ، اتوجه بهذا النداء الى كل المدخنين وأقول لهم جميعاً نساء ورجال وشباب وشابات :
الأخ ،، الأخت ،، الكرام : عندما تدخن في مكان عام ، الدخان يضر بصحتك وصحة الآخرين المتواجدين في هذا المكان ، وهذا معناه أنك تؤذي عمداً إنساناً دون أي ذنب اقترفه ، فهل تقبل أن يؤذيك أحد في صحتك ؟؟!!
وبهذا تكون قد إرتكبت ذنباً مع الآخرين تحاسب عليه عند رب العالمين....
dabbasmnwer@yahoo.com